اول الخطوات في تربية الطفل-الام و الاب( تأثير علاقة الوالدين على الابناء): (الوالدية):

الام و الاب( تأثير علاقة الوالدين على الابناء): (الوالدية):

بسم الله الرحمن الرحيم، سنتحدث عن اهم الامور التي يجب مراعاتها قبل التفكير بتربية أطفال في البيت، ما هي اول الخطوات في تربية الطفل ؟،كيف تعرف ان كنت قادرا على تربية طفل؟ تربية الاطفال و الابناء ليس بالمسؤولية السهلة ؟ ما هو النمط اللذي ستختاره في تربية ابناء سليمين؟ما هي الوالدية و ما المقصود فيها ؟ ما هي انواع الاباء السامين ؟وما ضرر ذلك على الابناء و شخصياتهم؟

اول الخطوات في تربية الطفل-الام و الاب( تأثير علاقة الوالدين على الابناء): (الوالدية):
اول الخطوات في تربية الطفل-الام و الاب( تأثير علاقة الوالدين على الابناء): (الوالدية):




*أول خطوة لتربية طفل سليم و صحي و الوصول به لأفضل النتائج ،هو حسن اختيار الزوجة لزوجها و الزوج لزوجتة:

 عند الاختيار نحدد هل هذا الشخص مناسب لبناء اسرة ام العكس ، هل استطيع ان أبني عائلة مناسبة معه ام ان كل شيئ في التربية سأتحمل مسؤوليتة وحدي.

قبل ان نتزوج و نفكر بالزواج اسأل عن القيم و المبادئ و الممارسات اللتي تريد ان تنشئ عائلتك عليها ،و اسألو انفسكم عن النمط الوالدي اللذي ستقومون به مع الأطفال.
( لا تقل اريد ان اغرس بهم الاحترام ، بل قل كيف اغرس بهم الاحترام؟)

.

*هناك فكرة سائدة بين الناس تقول ان ( الام هي المسؤولة عن الطفل و هي المسؤولة عن كل ما يقوم به الطفل)  ولكن هذا خاطئ فهذا الطفل لا يعيش مع امه وحدها بل ايضا يعيش مع الاب حتى لو كان مسافرا او يعمل لساعات طويلة ولا يجلس مع الطفل .

اذا كان الاب عنيف ،او عطوف ،او صامت دائما، او مرح ،او غائب عن اسرتة ،او متواجد فيها و غيرها، كل هذا يؤثر على الطفل ،فالاب هو اول حبيب لأبنته و اول بطل لأبنه.

-فاذا كانت علاقة الاب مع ابنته (اول حبيب للأبنته) غير صحية و سيئة سيؤثر على تربيتها و شخصيتها و قد يؤدي الا اصابتها بالانسحاب الاجتماعي، و شعورها الداخلي بالنقص ،و انها غير مقبوله بين الناس ،او قد تمتص منه العنف و تصبح عنيفة ،او قد تحاول ان تبحث عن هذا الحب الابوي بالخارج ،لان طبيعتها الانسانية تفرض عليها ان تبحث عن ما يملأ هذا الفراغ ،و لن يكون من السهل السيطرة عليها في المستقبل بعد ان تكبر.  .

 

-و اذا كانت علاقة الاب مع ابنه (اول بطل للابن) قد خذله و كانت علاقتهم سيئة معا، سيؤثر ذلك على تربيته و شخصيته وقد يؤدي  الا فقدان الثقة بنفسه، و انعزاله، و شعوره بالانقص او قد يتحول الا العكس فيصبح عدوانيا يكره حياته، و أهله، و سوف يلجأ الا الامور العدائية كالضرب و الصراخ و التكسير.

فعندمى يكبر الابن او الابنة لن يعرف الاب شيئا عن حياتهم وما يحدث معهم ،و سيكون الاوان قد فات لمحاولة التقرب منهم ،فيصبح الاب مغيبا عن كل شيئ يحدث مع ابنائه ، ..

و هذا كله سيؤثر على الطفل و الطفلة في المستقبل بعد ان يكبر و يصل مرحلة المراهقة و النضج فتتحدد شخصيته من هذة العلاقة .

*اذا كنتم كزوج و زوجة غير قادرين على  الحوار و التحدث و الاتفاق على طريقة التربية و اسلوب الحوار مع الابناء ،فلا تتوقعو انك ستستطيع التعامل مع الطفل في حال عدم الاستقرار .

اختبرو انفسكم قبل التفكير بالزواج و انجاب طفل :

-هل اذا قررت ان تقوم بمهمة معينة هل ستلتزم بها دون ان يكون عليك احد ليراقبك.-

هل لديك قدرة على الالتزام بالوقت و المواعيد
- هل تقوم بالمهام المطلوبة منك دون رقيب ام تقوم بالتأجيل
-اذا قررت مثلا ممارسة الرياضة يوميا او تعلم لغة معينة لوحدك او ان تصبح ممن يستيقذون باكرا كل يوم ،هل ستلتزم بقرارك بينك و بين نفسك؟

اذا كانت قراراتك البسيطة لا تستطيع الالتزام بها ،فكيف تتوقع ان تتحمل مسؤولة اسرة و زوجة/زوج و اطفال و بيت؟؟ 


*دائما عليك ان تعرف: ان اصعب مهمة و وظيفة مهما حاولت تعلمها لن تستطيع اتقانعا و هي ان تكوني ام و ان تكون اب.

تذكرنحن أمانة في أعناق أبائنا و غدا سيصبح من هم أمانة في أعناقنا.

 اسأل في كل موقفتمر به مع ابنك،ما الشيئ اللذي أزرعه الليوم في هذا الموقف لكي اقطفه بعد 10 او 12 سنة،هل اريد ان اجعله يخاف مني او اجعله يخاف من ان يجرب  ام اريده ان يتعلم من الخطاء و يعرف اني معه دائما حتى لو اخطاء و يتعلم اتخاذ قراراته بنفسه

*الوالدان مرآة امام الاطفال ، هم انهم النموذج اللذي يقتدي فيه الابناء ، طريقة معاملة الام للاب و طريقة معاملة الاب للام هي الطريقة اللتي سيتعامل بها الابناء مع بعضهم و مع المجتمع و حتى عندمى يكبرون و يتزوجون .

 اذا كان اسلوب الحوار هو المستعمل بين  الاباء امام الاطفال فان الاطفال سيتعلمون هذا الاسلوب ، اما اذا كان اسلوب الخلاف بين الاباء يتمحور حول الاهانه كل طرف للاخر سيكون هذا الاسلوب اللذي سيستعمله  الابناء في حياتهم .

الابن سيتعلم من الاب كيف اتعامل مع الناس من خلال طريقة تعامل الاب مع الام و مع الناس و البنت كذلك ستتعلم من طريقة تعامل امها مع والدها و مع الناس

  يجب ان يتعلم الوالدان كيف اقدر زوجي و كيف اقدر زوجتي ، كيف نشكر بعضنا ، و كيف نتحاور اثناء الخلاف و خاصة امام الابناء

هذا سيشعر الابناء بالمحبة و دفِئَ

*هناك دراسة أثبتت أن الاباء اللذان يكون نمط الحياة بينهم هو العصبية سيكون نسبة اصابة اولادهم بالاضطرابات النفسية و العقلية عالية جدا، و قد يظهر عليهم اعراض مثل غضب الطفل و تحيطم كل شيئ أو يصبح لديه عزلة و عدم ثقة بالاخرين او قد يصابون بحالات الفصام و التوحد 

علاقة الاباء السيئة تجعل الابناء يكرهون فكرة العائلة و الزواج و المنزل ،و سوف تقل نسبة لجوء الابناء للبيت ، اي انه عند تعرض الابناء لمشكلة ما لن يلجأو لبيتهم و عائلتهم ليساعدوهم ، فهم يعرفون كيف تكون طريقة حل المشكلات في البيت ، و غالبا هذا سبب لجوء معظم المراهقين للاصدقاء عند تعرضهم لمشكلة وحتى دون علم الاهل

الخلافات و المشاحنات الكثيرة تؤدي بالابناء الى الاصابة بالقلق النفسي و الاكتئاب النفسي و ضعف الشخصية

و ايضا قد  تبني  الضغينة في الابناء على احد الاباء ، نحن لا ننتبه لذلك ، الوالدان  هم فطريا  اعز شيئ على الابناء مهما كانت طريقة التعامل بينهم  ، لذلك عندمى يرى الابن امه مثلا تتأذى نفسيا او حتى جسديا من الاب هو بالطبيعة الفطرية سوف ينهض ليدافع عن امه مع انه يحب الاب لاكنه رأى الام تتأذى و نفس الشيئ سيفعل اذا كان الاب هو اللذي يتأذى .

من الطبيعي ان يحدث خلاف بين الزوجين و هذا امر صحي و طبيعي ، لكن لا يجب ان يكون ذلك مبالغ فيه:

 هذا لا يعني عدم خلاف الاباء امام الاطفال نهائيا بل على الاقل ان تكون الخلافات امام الابناء قليلة و طريقة النزاع  بينهم  تكون صحيحة بالحوار و ليس الضرب و الاساليب العدوانية ، هذا سيعلم الابناء انه من الطبيعي ان نتشاحم كزوجين لاكن ليس من الطبيعي ان تكون المشاحنات كثيرة او طريقتها غير حضارية، سينبه الابناء للحياة الطبيعية الحقيقية .

-حتى لو كان الطفل صغير جدا بعمر 3و 2 سنة انت تعتقد انه سوف ينسى عندمى يكبر لاكن الصحيح ان معظم المشاكل النفسية اللتي تحدث عند البشر سببها هذه السنوات اللتي لا نتذكرها ، حيث يتم تخزين الموقف او التأثير في العقل الباطن للطفل و يكبر معه حتى لو لم يتذكر الموقف هو لن ينسى التأثير .

مثلا ربمى تسأل ابنك في عمر 18 سنة لماذا تتجنبني؟ و انت لم تفعل له شيئ ليزعج، في الحقيقة ربما يكون السبب موقف ما حدث عندمى كان صغيرا جدا و هو لا يتذكرة لاكن التأثير بقي معه حتى كبر .

 تحاورو بالنمط الوالدي اللذي ترغبان ممارسته مع الابناء ،مهم ان يعرف الاباء النمط الوالدي اللذي يمارس مع الابناء و ما تأثير كل نمط على ابنائهم ،حاولو ان تتفقو على نمط معين يتناسب معكم و مع ظروفكم .

و الانماط الوالدية هي:

*** النمط التسلطي :

 في هذا النمط تكون العلاقة بين الاباء و الابناء هو التوتر ، لا يوجد تواصل نهائيا بين الاباء و الابناء

- اذا حاول الابناء التحدث باي شيئ سيقابله صراخ و رفض او استهزاء

-اباء هذا النمط يعتقدون ان التربية هي  بالتخويف و العصبية

-هم اللذين يختارون طريقة لباس الابناء و العابهم و مكان جلوسهم و اذا حاول الطفل الرفض او التحدث او السؤال سوف يصدونه مباشرة.

-هذا النمط يبني اشخاص  :مهزوزين و مترددين في تصرفاتهم وعلاقاتهم ،لا يعرف كيف يحاور

احتمال ان يخرج ابناء عدوانيين و عنيفين ،احتمال ان يكونو انسحابيين و فاشلين و ليس لديهم هدف


***النمط الديمقراطي:

هذا النمط عكس النمط التسلطي ، العلاقة بين الاسرة فيها الحب و الود، الحوار هو اساس علاقاتهم ، هناك مبادئ و قواعد  يتربون عليها ، مثلا من واجب الصغير احترام الكبير و من واجب الكبير العطف على الصغير،و ممنوع الصراخ او الاستهزاء اثناء الحوار ، الاستماع ضروري اذا كان احد يتحدث ، و غيرها الكثير

-النمط الديمقراطي لا يوجد عندهم ما يسمى بالتمييز  ، الخطأ خطأ مهما كان عمرك او جنسك او شكلك او تحصيلك الدراسي.

-مع الاطفال الصغار جدا لا تستطيع ان تحاور، لكنك تستطيع ان تنمذج السلوك اللذي تريدهم ان يتعلموه ،مثلا تناول الطعام يكون على طاولة الطعام ، انت يجب ان تتناول طعامك على الطاولة حتى يقلدوك و يتعلمو منك. الضرب ممنوع بين افراد العائلة اذا عليك انت ان تمتنع عن الضرب فيقلدوك.

- ااختر هذا النمط اذا اردت بناء اشخاص : يعرفون كيف يتحاورون و كيف يحلون مشكلاتهم اشخاص استقلاليين ، الاشخاص ينمو لديهم ما يسمى بالرقابة الشخصية اي انا اراقب نفسي و تصرفاتي و امتنع عن ما هو خاطئ دون ان يكون هناك شخص رقيب علي ،اشخاص يحترمون و يقدرون غيرهم...


*** النمط التساهلي

هذا النمط  يوفركل شيئ و اي شيئ للابناء و ليس هناك قواعد او صح و خطأ المهم ان يكون الابن سعيد

-يحدث غالبا مع الاسر اللتي تحصل على الطفل الاول او اذا كان الطفل يعاني من مشاكل صحية

-هذا النمط يبني اشخاصا: انانيين لا يفهمون ان هناك حق للغير، اشخاص لا يتحملون ان يعارضهم احد ، اشخاص غير مستقليين ولا يعتمدون على انفسهم.


*** النمط التجاهلي

هذا النمط لا يهتم اصلا بوجود الابناء او عدم وجودهم ، يعيش الاباء و هم مغيبين عن ابنائهم تماما، لا يوجد من يقول لي هذا صح و هذا خطأ

-الاهل ليسو موجودين اصلا و الطفل هو اللذي يقوم برعايه نفسه بنفسه، يعيش الطفل باسرة لاكن في الحقيقة ليس هناك اسرة او مشاعر  اي وجود الاباء او عدم وجودهم واحد.

-ليس هناك من يسأل اكلت ام لا ، درست ام لا ، و اذا قمت بسلوك معين ليس هناك من يقول لك ان هذا السلوك صحيح او خاطأ 

-هذا النمط يبني اشخاصا : مجرمين و اشخاص اكثر قابلية للانحراف، اشخاصا خارجين عن المجتمع و القوانين ،متشردين لانه لم يكن هناك من يوجههم ويعلمهم الصواب

-اول شيئ يتعلمه الطفل  هو عن نفسه فاذا لم يكن هناك من يعامله اصلا مثل النمط التجاهلي فهو على الاغلب سوف يبني صفة سيئة عن نفسه و عن الاخرين


 ***هناك أنماط أخرى سيئة و يبنون ابناء سيئين ،ذكرها بعض العلاما : 

مثل النمط اللذي يتدخل بكل كبيرة و صغيرة في حياة أبنائهم من باب الحب الزائد و الحماية المفرطة، او النمط اللذي يريد ان يحقق كل ما كان يتمناه على حساب ابنه (مثلا انا كنت اريد ان اصبح طبيبا اذا انت ستصبح طبيبا) اي يحققون احلامهم بابنائهم دون الاكتراث لما يريده الابن

و هناك النمط اللذي يريد من ابن او الطفل ان يسرع في النمو ، فمثلا يكون الطفل بعمر الثلاث سنوات و يمنعوه من البكاء او من الحب و العاطفة  لانه رجل  ،و يمنعو الطفلة من اللعب مع اقرانها بصفتها انثى حيث يحرمونهم من طفولتهم.


*** و هناك أنماط أخرى ايجابية ذكرها العلماء و ينصحون بها:

مثلا النمط الايجابي : و هذا النمط  بغض النظر عن لون او جنس الطفل او تصرفاته او اخطائه فهم يظهرون للطفل انهم يحبونه بغض النظر عن الخطأ او نظرة المجتمع له ، هائلاء لا يؤمنون بالعقاب او التعزيز او حتى الثناء ؛ لانهم يؤمنون بان الطفل من الطبيعي ان يخطأ فهو لا يزال يتعلم ، هم يرون ان فكرة التعزيز و العقاب يجب ان ترتبط بالسلوك وليس الطفل (مثلا اخطأ الطفل بضرب طفل ااخر  سيكون تصرف الاهل معه كتالي : لا يزالون يظهرون محبتهم له قد يقومون باحتضان الطفل او المسح على الرأس مع ابتسامة ، لاكن هذا التصرف ليس مناسبا لذلك ينبهوه على السلوك الافضل دون ذكر السلوك اللذي فعله مثلا يقولون للطفل  لماذا لا نتشارك اللعبة مع الاخرين..)

و هناك النمط البطيئ : اي ان الاباء يستمتعون بكل لحظة و موقف و مرحلة يمر بها الطفل و يركزون عليها بغض النظر عن المستقبل او الماضي  

 و هناك النمط الروحاني: و هذا النمط لا يفرض على الطفل اي قيود و يقول ان الطفل بعد ان يكبر هو سوف يختار ما يريد  و انا دوري أن اوظف له كل شيئ حتى يصبح ما يريد ،هذا النمط منتشر ببعض الثقافات و مثال عليه ان بعض المجتمعات لا يسمون الطفل حيث يكبر بدون اسم و عندمى يكبر و يصبح قادر على الكلام و التفكير يختار اسمه بنفسه .


.

*الاسرة لا تحمل نمط  واحد: فمثلا النمط العام في الاسرة هو الديمقراطي لاكن قد يكون هناك مواقف معينة قد يتغير  فيها النمط الى التسلطي او الى المتساهل حسب الموقف

اذا نحن كوالدين علينا ان نسأل انفسنا ما الشيئ اللذي اريد ان ازرعه في ابنائي و بناء على ذالك اختار النمط اللمناسب

 ويجب ان يكون الزوجان اتفقو على النمط معا و يتصرفون بنفس النمط و يتفقون على طرق التربية ، لانه اذا كان  الاب يمارس نمط مختلف عن الام مثلا الاب متسلط و الام متساهلة سيؤدي الى تذبذب الطفل و قد يبني طفل متردد في كل قراراته.

إرسال تعليق

ادعمنا بتعليق للتشجيع ^_^
،او اعطنا رأيك بكل احترام

أحدث أقدم

نموذج الاتصال